لماذا نمنع الأطفال من اللعب بالسكاكين؟

«يأتي على كل منا لحظات تختبر مدى شجاعتنا؛ اصطحاب الأطفال إلى منزل مفروش بالسجاد الأبيض إحداها!»

إيريكا بومبيك

(1)

في مايو 2016م نشر ديفيد لانسي ورقة علمية في مجلة (Child Development) وهي مجلة عريقة مختصة بشؤون الطفولة والتربية، بعنوانلعب الأطفال بالسكاكين“، وفيها يعلّق على ملاحظة دوّنها بعض الباحثين تخصّ تصرفات بعض أطفال قبائل “بيراها” في غابات الأمازون، حيث رأى طفلًا يلعب بسكين حادّة بجوار أمه، بل يدنيها من عينه وذراعه وصدره، وهي لا تحرك ساكنًا، وكذلك لاحظ باحث آخر رضيعًا من قبائل “هادزا” في تنزانيا يمسك بسكين، ويضعها في فمه ويلعقها بحضور الكبار، دون أن يظهر على ملامحهم أية قلق، وينطلق لانسي من هذه الملاحظات ليتحدث عن التسامح الذي تبديه بعض الثقافات -بل والتشجيع- إزاء بعض السلوكيات التي تتضمن مخاطرة واضحة عند الأطفال، وعن أهمية عدم التدخّل أو تقليل الإشراف على أفعال الطفل الخطرة نسبيًا، ليس بالضرورة باتباع نموذج السكاكين، وإنما في صور أخرى كثيرة أقلّ تطرفًا، والأهم هنا التأكيد على “أفضلية تعلّم الأطفال من خلال استكشافهم الفردي والتوجيه الذاتي”، وضرورة الانتباه إلى أن لعب الأطفال المحفوف بالمخاطر:

«يساعدهم على تعزيز قدرتهم على السيطرة، بالإضافة إلى أن هذا اللون من اللعب له أثر مقاوم للرهاب عند التعرُّض للمخاوف والأخطار (مثل الخوف من المرتفعات، والخوف من الماء، والخوف من الانفصال)…الخ».

وإن خلوّ البيئة المحيطة بالأطفال عن الأدوات الحقيقية، واستبدالها بنسخ بلاستكية رديئة لا يجدي نفعًا، ويقرر لا نسي: “تظهر أبحاثي عددًا كبيرًا من المجتمعات في جميع أنحاء العالم لا تخلو فيها بيئة الأطفال من الأدوات، بل يذعن فيها الآباء عن طيب خاطر عندما يطلب الأطفال أو يأخذون أخطر الأدوات”.

(2)

نشر المختص بأنثروبولوجيا الطفولة ديفيد لانسي في عام 2008م كتابه المهم (أنثروبولوجيا الطفولة: ملائكة، أرقاء، شياطين the anthropology of childhood: cherubs, chattel, changelings)، وبعد أن نشرت النيويورك تايمز في يناير من عام 2015م مقالًا تبجيليًا عنه بعنوان: “الكتاب الوحيد الذي تحتاج إليه عن الأطفال” ذاع صيته إلى أن أصبح من أكثر الكتب مبيعًا حينها، برغم أنه يعد كتابًا أكاديميًا تتجاوز صفحاته الـ500 صفحة. بعد ذلك بسنوات -وتحديدًا في 2017م- لخّص لانسي أفكار كتابه الكبير في كتيب صاغه بأسلوب سهل وموجّه إلى عموم القراء، ونشره بعنوان (تنشئة الأطفال: رؤى مدهشة من الثقافات الأخرى Raising Children: Surprising Insights from Other Cultures)، وقد ترجم الكتاب إلى العربية عام 2020م، وصدر عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر.

يؤسس لانسي أفكاره التربوية التي جمعها من ملاحظاته الأنثروبولوجية -طوال أكثر من عقدين قضى بعضها في ليبيريا وغينيا- على ضرورة تحرير النظر التربوي من المركزية الغربية، وأخذ العبرة من الثقافات الأخرى، واستثمار الخبرة الهائلة التي راكمتها مجتمعات العالم المختلفة طوال التاريخ البشري المكتوب، وإعادة النظر في بعض الأفكار المستقرة في المدارس التربوية والنفسية المعاصرة، والتي تُجري دراساتها وتشيّد نظرياتها على عينة محدودة جدًا من البشر، ويشير هنا إلى الورقة الشهيرة التي نشرها جو هينريتش وزملاؤه في عام 2010م، وتوصلت إلى أن “الأبحاث والنظريات عن البشر تستند بالكامل تقريبًا إلى دراسات تضم عينات من المجتمعات الغربية والمتعلمة والصناعية والغنية والديمقراطية”، والتي يشار إليها بـ(WEIRD) اختصار الحروف الأولى من: (Western, Educated, Industrialized, Rich, Democratic)”، ومن ثمّ لا يمكن تعميم نتائج دراسات أجريت على مجتمعات “غريبة الأطوار WEIRD” على بقية الثقافات، والتلاعب اللفظي هنا مقصود لتأكيد رفض تعميم النتائج، وتفنيد كونية التجربة الثقافية الغربية الحديثة.  

(3)

لا يمكن التشكيك بعمق محبة الوالد لولده، فالأمر كما قالت الروائية الأمريكية آن لاموت مرةً: «هناك بالفعل زوايا في القلب لن تعرف وجودها حتى تحبّ طفلًا!»، ولكن هذا “الحبّ” الدفين قد يتسبب في أضرار جدّية، ولذا ينتقد لانسي هوس الآباء والأمهات المتزايد بشأن سلامة أولادهم وصحتهم، ويتحدث عن أضرار هذا الهوس، ويقول بأن «تزايد حالات الربو، والإكزيما والأمراض الباطنية، وغيرها من أمراض الحساسية واضطرابات المناعة الذاتية مثل مرض السكري عند الأطفال تُعزى حاليًا إلى عزل أطفالنا في بيئة نظيفة جدًّا، ومنعهم من التعرُّض للأوساخ والروث والحيوانات، والنباتات الغنية بالبكتيريا. فيما تقلّ معدلات إصابة أطفال جماعة “الأميش Amish” في الولايات المتحدة بأمراض الحساسية مقارنةً بغيرهم من الأطفال الذين لا يعيشون في مزارع، حيث يحتك أطفال المزارع بجميع أنواع الحشرات غير المؤذية التي تمنحهم المناعة».

وهكذا الحال في الحماية النفسية المفرطة، من اللعب في الشارع، والاختلاط بالآخرين، والقيود الكثيرة على سلوك المعلمين النقدي والتوجيهي (في كتاب السياسة المنسوب إلى الفيلسوف ابن سينا ت 427هـ يقول أن إصلاح الصبي يكون بـ «الترهيب والترغيب والإيناس والإيحاش وبالإعراض والإقبال، وبالحمد مرَّةً، وبالتوبيخ أخرى؛ ما كان كافيًا»، فإن لم ينتفع بكل ذلك ينتقل إلى الضرب باليد، ثم يقدّم ابن سينا للوالد أو المؤدب “تكتيكًا” للضرب، مقتبسًا عن التقاليد الفلسفية، يقول: «ليَكُنْ أوَّلُ الضرب قليلًا موجعًا -كما أشار به الحكماء قبل- بعد الإرهاب الشديد وبعد إعداد الشُّفعاء ، فإنَّ الضربة الأولى إذا كانت موجعةً ساءَ ظنُّ الصبي بما بعدها واشتدَّ منها خوفه، وإذا كانت الأولى خفيفة غير مؤلمة حَسُنَ ظنّه بالباقي فلم يحفل به!»)، أعود للقيود التي تنفذ بغرض حماية الأطفال، والتي بلغت إلى درجة أن إحدى المدارس في ولاية كونيتيكت الأمريكية منعت المدرسين من استخدام اللون الأحمر في التصحيح، وشجعت مدارس أمريكية أخرى الأساتذة على التصحيح بألوان أقل حدة وألطف كالأرجواني!، وكل سلوكيات “الحماية” التي تفترض عجز الابن لا تفضي إلا إلى “إطالة أمد طفولة الأبناء”، وهذه الفكرة التي تحارب نزعات الحماية المفرطة تبدو أساسية في خطاب لانسي التربوي، حتى أنه عنون مدونته على موقع (psychologytoday) بعنوان (الإهمال الحميد Benign Neglect)!

ويتحدث أيضًا عن قلة التسامح مع السلوك العدواني للأطفال في المجتمع الغربي، بما في ذلك الاعتداء اللفظي. في حين أن “معظم المجتمعات تتسامح مع -بل تتوقّع- انخراط الأطفال في اللعب العنيف، والمعارك اللفظية والإغاظة”، بل بعض المجتمعات قد تحثّ بقوة على السلوك العدواني بغرض التنشئة الحربية. وعلى كل حال، هناك مفارقة لافتة وهي أن هذه الحماية المفرطة لا تشمل عادةً الحماية من «رغبات الاستهلاك»، كما لا تشمل الحماية من مخاطر الشبكة ومواقع التواصل وغيرها!

(4)

من نقاط التحوّل البارزة التي أثرت على أنظمة التربية الحديثة الانخفاض الكبير في الخصوبة في القرن العشرين، وذلك بأسباب كثيرة منها: الحد من عمل الأطفال، والانتقال إلى نمط «الأسرة النواة»، وعدم توفر أفراد مهمتهم رعاية الأطفال في الأسرة، إضافةً إلى الحاجة إلى تحصيل المزيد من التعليم، مما ترتب عليه تأخر الزواج وبناء الأسر…الخ.

وإذا ركزنا النظر في الروابط العاطفية ستبدو أمامنا النظرية الأبرز وهي “نظرية التعلّق أو الارتباط”، والتي تتأسس على بناء أنماط للعلاقات الإنسانية بالاستناد لأنماط علاقة الطفل مع أمه، بحسب مؤسسها الأشهر جون بولبي (ت1990م)، ويرى لانسي أن هذه النظرية صارت «دينًا علمانيًا تتعبد به الأمهات في هيكل التربية بالارتباط»، ويذكر أن «علماء الأنثروبولوجيا، وعلماء النفس المقارن؛ يواصلون إنكار المبادئ الأساسية لنظرية الارتباط».

في البدء من الواضح أن هذه النظرية -كما يلحظ لانسي محقًّا- لن تظهر أو تشتهر سوى في مجتمع ثري نسبيًا، ويحظى بتعليم جيد، ويتمتع -وهذا مهم جدًا- بمعدل وفيات منخفض بين الأطفال والأمهات وبانخفاض معدل المواليد أيضًا، ففي مجتمع كهذا «لم يعد الأطفال يُمثّلون منحًا مادية للآباء والأمهات الذين ربوهم، وإنما منحًا عاطفية ومكافأة ترضيهم».

ويذكر الكتاب أنه بعد إجراء تحليلات استقصائية شاملة عن السجلات الإثنوغرافية، والأثرية، والتاريخية المتعلقة بمرحلة الرضاعة لأكثر من 200 حالة، تشير الأدلة إلى أن «التعلّق غير الكافي في معظم المجتمعات لا يُمثل أي مشكلة، بل قد وجدت نماذج مفصّلة لمرحلة الرضاعة والطفولة يبدو أنها أسست صراحة لتثبيط العلاقات العاطفية الحصرية بحديثي الولادة»، (أبرز سبب لذلك ارتفاع نسبة وفيات الرضع)، وهذا يعد تصورًا يتناقض جذريًا مع ثقافة التعامل مع الرضع، وتجربتهم العاطفية، كما تطرح في علوم النفس والتربية المعاصرة، فوفقًا لـ«نظرية الارتباط» -وما تفرع عنها- فهذا التثبيط يعرّض الطفل لخطر “الاختلال العاطفي”، في حين أن لانسي يقول: «أثناء استقصائي للمصادر من الأنثروبولوجيا الثقافية والتاريخ والآثار لم أجد أحدًا تطرّق إلى هذا الخطر المحتمل، ومن المفترض أن الاحتياجات العاطفية للرضّع يجري إشباعها تلقائيا مع إشباع حاجتهم إلى القوت، دون الحاجة إلى غير ذلك»، فأمهات قبائل غوسي -مثلًا- نادرًا ما ينظرن إلى أطفالهن، أو يتحدثن معهم في مرحلة الحمل والإرضاع، ولم يلحظ العلماء أية نقائص أو اضطرابات في صحة هؤلاء الأطفال العقلية الذين تعرضوا -طبقًا لأفكار نظرية الارتباط- للحرمان من الأمومة!

ومع أن تغير وتطور البحث الطبي والعناية بالرضع أفضى إلى بروز بعض التغيرات، إلا أنه لا بد من التعامل مع الإرشادات المنبثقة عن أطروحة “نظرية التعلّق أو الارتباط” باعتبار أنها تخدم الآباء والأطفال معًا، وإذا لم يكن الأمر كذلك فلا يلزم اتباعها، لأن تقديم احتياجات الطفل على احتياجات الأب يضرّ بهما معًا، فضلًا عن أنه «ليس هناك سبب [مقبول] كي ننظر إلى المشاركة في النوم، أو الرضاعة عند الطلب، أو الاتصال الدائم، أو لعب الآباء مع الأبناء، أو “المحادثات” مع الرضيع، وغيرها من الممارسات؛ على أنها إجراء طبيعي وأساسي لرعاية الطفل»، ومع أن بولبي لم يدرج الأب في نظريته باعتباره عاملًا أساسيًا إلا أن الأطروحات اللاحقة استدركت ذلك، بينما نتائج السجلات الاثنوغرافية والأبحاث الأنثروبولوجية تؤكد أن «مشاركة الآباء لأبنائهم الصغار، والاهتمام بشؤونهم مثل الأم المربية؛ تُعد فكرة حديثة جدًا»، ففي «معظم مراحل التاريخ البشري نجد أن مساهمة الآباء في رعاية الأبناء [في الطفولة المبكرة] نادرة».

والأهم هنا الإشارة إلى أن رعاية الأطفال في ثقافات كثيرة كانت مسؤولية موزعة وتشاركية بين أفراد العائلة الممتدة، ففي دراسة استقصائية شاملة للسجل الإثنوغرافي توصّل بعض الباحثين إلى أن “40% من الرضع و80% من الأطفال في سن الحبو كانوا يتلقون الرعاية من أشخاص غير أمهاتهم في الأساس”، لا سيما الجدّات، وفي الأغلب الأخوات الأكبر سنًا، وهذا ما دفع لانسي للقول إن تفرّغ الأم البيولوجية الكامل والحصري للطفل كما يتجلى في الثقافة المعاصرة يعد أمرًا غير مسبوق بالنظر للسجلات والوثائق المتاحة عن السلوك الشائع في الثقافات البشرية المتعددة.

 (5)

وفي مبحث خاص يحلل لانسي الاهتمام المفرط المعاصر برغبات الأطفال وسعادتهم، ولم يكن هذا الاهتمام شائعًا من قبل، وفي سياق انتقاده لمظاهر هذا الاهتمام يؤكد أنه لا يدعو للبؤس ولا يفترض أن التعاسة مفيدة للأطفال، ولكن الاعتقاد بأن الأصل هو رفاهية الطفل النفسية وأن أي انحراف عن ذلك يعتبر “حالة” بحاجة إلى معالجة أو تدخّل تشخيصي طبي أو مهني؛ هو الخطيئة التي ينبغي تفنيدها، بالاستناد للبحث الأنثروبولوجي المقارن، والمفارقة أن الإحصائيات تشير إلى زيادة تناول مضادات الاكتئاب عند الشباب عدة أضعاف خلال آخر ثلاثة عقود، بل إن “الأطفال الأمريكان في سن ما قبل المدرسة أصبحوا من أكثر الفئات الديموغرافية استخدامًا للعقاقير النفسية!”، في حين أن مجتمعات أخرى يتحمّل فيها الأطفال مسؤوليات داخل الأسرة، ويكلّفون برعاية الأشقاء الأصغر منهم، وغيرها من قائمة الأعمال الروتينية اليومية، كما قد يعاقبون بدنيًا عند التقصير في الالتزام بتلك المسؤوليات، ولكن «الشيء المُحيّر هو أن علماء الأنثروبولوجيا يشيرون بدهشة أحيانًا إلى أن أطفال القرى نشيطون ومرحون ومستمتعون وسعداء»، ويستنتج لانسي أن «محاولة تحصين الأطفال وحمايتهم من الحزن قد يترتب عليها عواقب سلبية، فكلما سعى المجتمع لتحقيق السعادة الدائمة للأطفال زاد احتمال إصابة الطفل بالحزن، وبمرض عقلي خطير ربما في حال حدوث أي قصور في توفير السعادة البالغة له».

(6)

تطرّق لانسي لموضوعات أخرى، كالتعليم واللعب الحرّ، ومخاطر تزايد الألعاب الفردية، و”المراهقة” الخالية من الدراما في المجتمعات ما قبل الحداثة، وغير ذلك، ومن الطريف أنه ذكر ظاهرة أسماء الأطفال “المميزة” والغريبة، وكنت أتوهم أنها حماقة تخصّ بعض مجتمعاتنا، بينما الواقع أنها ظاهرة أمريكية وربما غربية أيضًا، وهي تندرج ضمن ثقافة جديدة تحاول أن “تميّز” الطفل، وتمنحه شعورًا بالفرادة منذ البداية، وذكر لانسي دراسة أجريت في جامعة هارفارد توصلت إلى أن “التسمّي باسم نادر يُمثل عائقًا، بسبب أن الآخرين -المُدرسين والأقران وأصحاب العمل- يميلون إلى التقليل من تقدير من يملكون أسماء نادرة، أو يتحيزون ضدهم، فالاسم قد يؤثر في اختيار صاحبه لمهنته وقبوله في الجامعة، وأدائه الدراسي، واختيار شريكة الحياة واحتمال عدم توظيفه لتفضيل من لديهم أسماء تقليدية!”،  لا يبدو الأمر دومًا كذلك (وإن كنت منحازًا لأي نتيجة تنتقد ظاهرة تأليف الأسماء “المميزة”)، والحقيقة أن تأثيرات الاسم على صاحبه أكثر تعقيدًا من ذلك، كما تؤكده دراسات كثيرة أحدث.

3 رأي حول “لماذا نمنع الأطفال من اللعب بالسكاكين؟

  1. “الطريف أنه ذكر ظاهرة أسماء الأطفال “المميزة” والغريبة، وكنت أتوهم أنها حماقة تخصّ بعض مجتمعاتنا”

    طريفة العبارة 🙂

    Liked by 1 person

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s