العنوان: جنون من الطراز الرفيع- الكشف عن الترابط بين الزعامة والأمراض العقلية
المؤلف: ناصر قائمي
دار النشر: دار جداول
سنة الطبع: 2015م
ناصر قائمي، طبيب نفسي أمريكي من أصل إيراني. في كتابه المثير هذا يسعى لدراسة تأثير الأمراض العقلية والاضطرابات النفسية على تميّز بعض الزعماء السياسيين، وقد ركّز بحثه في غالبه عن اضطرابات الاكتئاب ثنائي القطب، بدرجاته وتنويعاته المتفاوتة. في المقدمة وضع بعض الخطوط العامة حول المرض العقلي (الاكتئابات الحادة والهوسية)، وذكر فكرة لفتت نظري، يقول أن الاكتئاب الهوسي والحاد يؤدي عادةً لاتخاذ قرارات سيئة تجاه أربعة أشياء تتمثل في: حماقات وطيش جنسي، إنفاق لمجرد المتعة، قيادة متهورة، سفر متسرع.
الفكرة الأساسية في الكتاب تقول:
أن أعظم الزعماء (شيرمان، تشرشل، لينكون، غاندي، كينغ، روزفلت، كينيدي،…الخ) كانوا دائماً غير عاديين من الناحية النفسية، وأحياناً مضطربي العقل. وأن السياسين الكبار هؤلاء هم الأمثل لقيادة الأزمات غير العادية. وأن الاكتئاب لا يهدد بالضرورة قدراتنا، بل قد يكون على العكس تماماً، عاملاً مساعداً على تنميتها وتعزيزها.
في المقدمة أضاف المترجم -وهو د. يوسف الصمعان طبيب نفسي سعودي، وكونه متخصصاً يعطي الثقة بترجمته الجيدة- بعض الدراسات التي تصب في ذات الاتجاه، فذكر دراسة سويدية امتدت 30عاماً وشملت 300,000 مصاب باضطراب ثنائي القطب، خلصت إلى أن أولئك المصابين يتمتعون بذكاء، وإنتاجية، ومستوى وظيفي، أعلى من المجموعة السوية، أو المعدل الوطني!
وأشار لدراسة مستفيضة ومعمقة أخرى للطبيبة النفسية ن.اندرياسين تخلص أيضاً فيها إلى أن نسبة المبدعين ممن يعانون من اضطرابات المزاج بأنواعها تفوق المعدل العام.
وبرغم فكرة الكتاب الذكية، وهدفه النبيل بتخفيف الوصمة الاجتماعية التي تواجه من يعاني من اضطراب عقلي أو نفسي، إلا أني أشعر ببعض الريبة إزاء هذا التمجيد المضمر للاضطرابات العقلية والنفسية، والذي ينطوي على بعض المبالغات في تقديري. كما أني لم أقتنع بأجزاء ليست قليلة من تحليلات المؤلف النفسية للشخصيات التاريخية.
على أن الكتاب ممتع، ويقدم لقارئه تحليلات مهمة لفهم أعمق للاضطرابات الاكتئابية، وهذه أهم فائدة من الكتاب للقارئ العادي.