العنوان: الشخصية – النظريات الكلاسيكية والبحث الحديث
المؤلف: ه.فرديمان وم.شستك
دار النشر: المنظمة العربية للترجمة
سنة الطبع: 2013م
هذا الكتاب من أصعب الكتب التي يمكن أن يكتب لها مراجعة، لموسوعيته، وامتناعه على الاختزال.
وموضوعه بدقة: “دراسة علمية للقوى النفسية التي تجعل الناس هم أنفسهم إلى حد التفرد”.
وقد بنى المؤلفان خطة الكتاب على ثمانية أقسام، تمثل الاتجاهات البحثية والعلمية الرئيسية في دراسة الشخصية الإنسانية.
- التحليل النفسي (فرويد): يركز على الاهتمام بالتأثيرات اللاشعورية، ويؤكد على مركزية الدوافع الجنسية حتى في المجالات اللاجنسية. هذا الاتجاه تعرض لنقد شديد، وهو الآن يدرس كتاريخ، وكتب الروائي الروسي نابوكوف في شجب هذا الاتجاه:”دع الساذجين والسوقيين يستمرون في اعتقادهم بأن البلايا العقلية يمكن مداواتها بتطبيق الأساطير اليونانية على عوراتهم!”.
- التحليل النفسي الحديث (كارل يونغ، ألفريد آدلر، إ.إريكسون): اهتم باللاشعور الجمعي، ومنه نشأت فكرة مركب النقص، كما ركز على التشديد على الذات في كفاحها للتغلب على الانفعالات والدوافع الباطنة ومطالب الناس بالخارج.
- البيولوجي: يركز على الميول والقيود التي تفرضها الجينات والعوامل العضوية على محددات الشخصية.
- السلوكي (ك.هال، دولارد وميلر، ر.سيرز): يركز على تأثيرات البيئة وخبرات التعلم والتكيف على الشخصية.
- المعرفي (ج.بياجيه، ج.كيلي): لم أتمكن من اختصار فكرته.
- السماتي: يركز هذا الاتجاه على سمات الشخصية، وتقنيات تقييمها (مثلا الانبساط، الانفتاح، الوجدانية، الانفعالية،…).
- الانساني/الوجودي (ا.فروم، ك.روجرز، ا.ماسلو): يركز على تقييم الطبيعة الروحية، والتشديد على الكفاح في سبيل تحقيق الذات والكرامة.
- التفاعلي (سوليفان، موراي): يركز على تفاعل الانسان مع الظرف والسياق، ويؤكد أننا ذوات مختلفة، عبر أوضاع وأزمنة مختلفة، ويشدد على كثافة تعقيد الشخصية البشرية.
هذه الإشارات عن الاتجاهات مختزلة بشكل مفرط، سقتها بقصد التقريب فقط، وإلا فهي لا تمثل حقيقة الآراء المطروحة. ويرى الكتاب أن كل هذه الاتجاهات مفيدة للتبصر في الشخصية الإنسانية، وتضيء جوانب مهمة للباحثين. ثم في القسم الأخير تناول الكتاب الشخصية من خلال (الذكورة/الأنوثة، الحب/الكراهية،…الخ). يقع الكتاب في 800 صفحة، وهو مرجع أكاديمي رصين، وثري جداً، ومزود بالجداول والرسوم التوضيحية، وترجمته لا بأس بها.