المأزق الدنيوي

كنت أفكر في أن الرغبة بالموت أو التوق للانعدام والفناء نجدها عند غلاة الوجوديين والعدميين والحداثيين المرهفين، كما نراها عند كبار المتألهة. تأمل مثلاً رغبة بعض الصحابة -ثم التابعين فمن بعدهم- في أن يكون عدماً لا يبعث، أو أن يكون شعرة، أو بعرة، أو شجرة…الخ. طبعاً هناك فارق هائل، فارق بحجم المسافة بين الكفر والإيمان بين منطلقات الموقفين.
ولكن مع ذلك هناك تشابه ما بينهما، ربما. تشابه في إدراك ثقل التكاليف الملقاة على عاتق الانسان في هذا العالم، فمن كان متديناً اتصل نظره بتخوّف العاقبة، وحذر الحساب، ومن لم يكن متديناً اتصل نظره بالمشاق المادية، وامتناع فهم المعنى من الوجود، وسائر المخاوف الدنيوية، والمحيّرات الفلسفية، وهذا وذاك لا يتولّد في النفس إلا بعد الفهم للمأزق الدنيوي، وتعمّق الإدراك لحقيقة الانوجاد في هذه الحياة.

رأيان حول “المأزق الدنيوي

  1. تلك المقارنة تحتاج مراجعة .. فمن تاقت نفسه الى لقاء ربه وعرف حقيقة الحياة يعرض له هذا الهاجس لا هربا من ثقل التكاليف بقدر.ماهو تبصر ومعرفة بحقيقته.. بعكس المتحيرون الجاهلون بحقيقة الكون والنفس فأرتووا من معين اللذة والمادة حتي غصت ارواحهم فطلبوا الموت ليستسيغوا حيرتهم.

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s