مصر بلا مدارس – وفاء رفعت البسيوني

العنوان: مصر بلا مدارس
المؤلف: وفاء رفعت البسيوني
دار النشر: العصرية للنشر والتوزيع
سنة الطبع: 2014م

يعرض الكتاب لمفهوم “التعليم المنزلي”، ويستعرض تاريخه، ثم يطرح رؤية لتبيئة المفهوم في مصر.

بدأت فكرة التعليم المنزلي بالانتشار منذ الستينات الميلادية ومابعدها، نتيجة لتحولات اجتماعية وثقافية، وانبرى تربويون ومثقفون متمردون للتنديد بالمدارس الحكومية، وغباءها، وكتب إيفان إيلتش كتاباً شهيراً بعنوان (مجتمع بلا مدارس!)، بعض المثقفين العرب كتب في التنديد بالمدارس؛ قال الطيب صالح مرة:”إنهم يرسلوننا إلى المدارس لكي نقول لهم : نعم!”، لكن كان خطابهم يمثل حالة احتجاج مجردة، وليس من منظور تربوي يؤسس لعمل خارج إطار الحكومة، كما تبلور ذلك في كتابات بعض التربويين الأمريكيين المتمردين.

مؤخراً وصل عدد الطلاب الذين يتعلمون في منازلهم في أمريكا 1,7 مليون، وبعض الإحصائيات ترفع الرقم إلى مليونين، وأمريكا تعد أكبر بلد حاضن لهذا النوع من التعليم، وقد كان محرماً قانوناً فيها، ويتعرض فاعله للمسائلة والعقوبة بالسجن، ثم بدأت بعض الولايات بالسماح به، وفي 1993م أصبح قانونياً في كل أمريكا.

هناك دافعان أساسيان يدفع الآباء لاعتماد هذا التعليم لأولادهم، الأول: الدين وأكثر من يعلم أولاده منزلياً هم المتدينين النصارى في أمريكا، وحتى بعض المسلمين في بريطانيا. الثاني: الدوافع الأخلاقية والتربوية، كتجنيب الأولاد الآثار السلبية من الاحتكاك بالنوعيات السئية من الطلاب، والقناعة برداءة مستوى التعليم، وسبب آخر مهم وهو: كون الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء لإعاقة ما، أو لذكاء زائد.

عرض الكتاب في الفصل الثاني لتفاصيل تجارب (التعليم المنزلي) في أمريكا وبريطانيا واستراليا وليبيا (البلد العربي الوحيد الذي قنن فكرة التعليم المنزلي بل وكان يصرف دعم مالي لمساعدة الوالدين على تنفيذ الفكرة). في أمريكا تتنوع التشريعات من ولاية لأخرى في اشتراطات القبول بالتعليم المنزلي، بعضها تشترط تقديم طلب رسمي، وتقديم معلومات تفصيلية عن طبيعة المناهج، واختبارات سنوية…الخ. كما تقدم الحكومة الفيدرالية بعض المساعدات المالية لطلاب التعليم المنزلي. وتقبل بعض الجامعات والمؤسسات الخاصة طلاب التعليم المنزلي، ويشترطون لذلك مجموعة شروط واجتياز اختبارات…الخ.

الكتاب جميل، فيه معلومات مهمة حول التعليم المنزلي، وهو تعليم يمثل حالة تمرد لانتشال الإنسان المعاصر من الانخراط في ماكينة الدولة الحديثة المتغولة، ولذلك لا تزال دول كثيرة تمنع كل من تسول له نفسه أن يتعلم بعيداً عن نظر الحكومة، حتى في بلاد مثل هولندا وألمانيا. يقع الكتاب في 333 صفحة من الحجم الصغير. أوصي به للمهتمين، كما أوصي بحلقة على اليوتيوب لأيمن عبدالرحيم بعنوان:”مجتمع بلا مدارس”.

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s