العنوان: الجماعات المتخيلة – تأملات في أصل القومية وانتشارها
المؤلف: بندكت اندرسن
دار النشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
سنة الطبع: 2014م
هذا كتاب مميز، ويعد أهم كتاب كتب في شأن القومية، وأسسها النظرية، وتكونها، وإشكاليتها. يقصد بالقومية/الأمة طبقاً لاندرسن: جماعة سياسية متخيّلة.
رصد في البداية ذوبان الجماعة الدينية وزوال الملكيات السلالية في أنحاء العالم، وكيف أثّر ذلك في تشوش هوية الجماعات الكبرى، مما ساهم -مع مسببات أخرى- ببروز فضاء معلمن يمنح الديمومة والمعنى للاجتماع السياسي الجديد. ثم انخرط في تتبع طويل ومفصل لتأثيرات الثورة اللغوية والمعجمية الحديثة في توليد الجماعات المتخيلة “القوميات”، وبناء أنماط معينة من التضامن بين أفراد تلك الجماعات. ثم ناقش ثلاث مؤسسات ابتدعتها الدول الكولونيالية وساهمت بصورة خاصة في تكوين القوميات الحديثة في البلدان المحتلة: التعداد السكاني/الخريطة/المتحف.
ميزة الكتاب الأساسية اعتماده لفكرة “المتخيَّل” كنموذج تفسيري، أو إطار تحليلي ثري، (تأثر به آخرون، منهم ت.تايلور في كتابه عن المتخيلات الاجتماعية الحديثة). وقد أحدث الكتاب ضجيجاً كبيراً في أوساط الدراسات الثقافية، كما يتضح من خلال الفصل الأخير الملحق بالكتاب، والذي استعرض فيه المؤلف ترجمات كتابه، التي بلغت أكثر من 30 لغة، ويلقي الكتاب الضوء على الأزمنة التاريخية التي تشكلت في أثناءها البنى الثقافية والسياسية المؤسسة للعالم المعاصر/الحديث، يحاول أن يمسك بهذه الأزمنة، ويرصد أنماط التحولات فيها، كما يتميز أيضاً باهتمامه الخاص بدراسة مناطق جنوب شرق آسيا، أندونسيا، وغيرها.
ترجم الكتاب للعربية عام1995 في مصر، ولم أر هذه الترجمة، ثم ترجم حديثاً بهذه الترجمة التي تتميز بالوضوح، وسلاسة العرض، مع طبعة أنيقة، وكتب التقديم لها عزمي بشارة، تجاهلت قراءة تقديمه عمداً لئلا يؤثر في تصوري لأفكار الكتاب، ثم عدت لتصفح المقدمة بعد الانتهاء، فألفيتها مقدمة مسهبة ومملة تلخص مضامين الكتاب، وتحاول الاعتراض على بعض مافيه، وبشارة “قومي التوجه”، فلا يمكنه المصادقة على كل ما في الكتاب بطبيعة الحال.